Monday, February 4, 2013

الله ومنطقية وجوده : لتنذر ام القرى ومن حولها


 بقلم : زياد السلوادي

   يقول الله تعالى (وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذى بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها والذين يوءمنون بالاخرة يوءمنون به وهم على صلاتهم يحافظون )


الرابط : دراسات 
بقلم : زياد السلوادي
   يقول الله تعالى (وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذى بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها والذين يوءمنون بالاخرة يوءمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ) 92 الأنعام . ويقول تعالى (وكذلك اوحينا اليك قرءانا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق فى الجنة وفريق فى السعير ) 7 الشورى . ونحن نعلم أن صعوبة الاتصالات في عصر النبوة وما تلاه لم تكن لتسمح للدعاة بالوصول الى أبعد من حدودهم الجغرافية القريبة ، فهم مثلا لم يسمعوا بأستراليا ولا بالأمريكا اللاتينية ، ولذلك فهم لم يفكروا بأن ما حول مكة يمكن أن يشمل أبعد مما كانوا يعرفون من البلاد ، وإن كانوا يعلمون بأن الإسلام قد جاء للناس كافة . ولكننا اليوم وفي عصر الاتصالات الذي نعيشه ، نعلم بوجود كل ما على الأرض من يابسة وماء بدقة كبيرة ، بل ونعلم عدد سكان الأرض بدقة كذلك . لذلك فقد جاء هذا التشكيك بالآيتين الكريمتين ظناً من الملحدين بأنهم يمكنهم الطعن في صحة الآيات من خلال إثارة فكرة أن مكة لا تقع في منتصف العالم فكيف تقول الآية ( أم القرى ومن حولها ) ؟ ورغم أن الإجابة ببساطة كبيرة يمكن أن تفهم من خلال القول إن كل بقعة على الكرة الأرضية هي فعلاً في منتصف الكرة لأنه من الناحية الهندسية فإن أية نقطة في الشكل الكروي يمكن اعتبارها مركزاً للسطح  الكروي لأن المسافة الخارجية البعيدة بين شرقها وغربها ثابتة وهي محيط الكرة الأرضية ، وكذلك المسافة الخارجية البعيدة بين شمالها وجنوبها هي كذلك ثابتة وهي المحيط العمودي للكرة الأرضية ، وبهذا الفهم يتضح أن مكة جغرافياً مثلها مثل نيويورك وسيدني وأوتاوا وطوكيو … الخ . ولكن العجيب في الأمر – وهذا إعجاز جغرافي انفرد به القرآن الكريم منذ 1400 سنة – أن مكة بالفعل تقع في منتصف العالم . كيف ؟

  هات خريطة العالم مرسومة على ورقة بمقياس رسم صحيح ، ثم قم بقص القارات والجزر جميعها واستبعد عنها البحار والمحيطات ثم قم بلصقها معا ، وستدهش حين تجدها يكمل بعضها بعضاً كلعبة تجميع الصور، فما كان مقعراً من شرق أمريكا الشمالية سيلتحم بما هو محدب من شمال غرب أفريقيا ، وما هو محدب من شرق أمريكا الجنوبية سيلتحم بما هو مقعر من وسط غرب أفريقيا ، وستجد أقصى الشمال الشرقي لكندا يتصل بأقصى غرب آسيا وشمال أوروبا ، وستجد غرب استراليا يتصل بالجنوب الشرقي لأفريقيا مع مدغشقر . وبعد الانتهاء من تجميع القارات بهذا الشكل والذي يشبه الى حد كبير ( لعبة مكعبات تجميع الصور ) ، حدد مكان مكة ثم قم بقياس المسافة بينها وبين أقصى جنوب شرق آسيا ، وبينها وبين أقصى غرب الولايات المتحدة فستجد المسافتين متساويتين تماماً ، ثم قم بقياس المسافة بين مكة وبين أقصى شمال كندا ، وبين مكة وبين أقصى جنوب أفريقيا فستجد المسافتين متساويتين ، وفي المحصلة فإنك ستجد المسافات الأربع متساوية بينما تكون مكة في المنتصف تماماً . وسوف تدهش جداً حين تكتشف كذلك أن سكان أستراليا الأصليين يشبهون في الشكل سكان مدغشقر التي تتصل بها أستراليا بعد قصك للبحر بينهما ، وكذلك فإن سكان كندا الأصليين يشبهون في الشكل سكان شمال غرب آسيا الذي التحم بشمال شرق كندا ، وربما كان هذا التشابه في الأعراق نتيجة لوجود هؤلاء الناس على نفس خط العرض من الكرة الأرضية حيث يتشابه المناخ الذي يؤثر عليهم ، وهذا الأمر يحتاج الى تفسير المتخصصين ، ولكننا هنا نبحث في معنى قوله تعالى ( أم القرى ومن حولها ) . وقد وصلنا الى نتيجة غاية في العجب لأن هذه المعلومة الجغرافية الصحيحة قد سبقت العلوم الإنسانية جمعاء في معرفة موقع مكة من الكرة الأرضية ، فعندما نزلت الآية قبل 1400 سنة لم يكن الإنسان يعلم أصلاً بكروية الأرض ، ولم تكن هناك خريطة واحدة لأية مواقع على الأرض ، ولم يكن هناك عالم جغرافيا واحد ، أفلا يستدعي هذا الأمر من الإخوة الذين ينكرون كون القرآن منزلاً من رب العالمين وخالق الكون أن يراجعوا معتقدهم إن كانوا يبحثون عن الحقيقة فعلاً ؟ لقد قال أحد المستشرقين الذين بحثوا في القرآن الكريم بحثاً علمياً محايداً خالياً من الهوى وأظنه روجيه جارودي الفرنسي إنه لو كان قد وجد هذا القرآن بالصدفة في صحراء مقفرة لا بشر فيها لما كان ذلك يثنيه عن الإيمان بأن هذا الكتاب لا بد وأن يكون منزلاً من عند الله ! وها هو الكتاب بين أيديكم وها هي الآية فيه واضحة فماذا أنتم قائلون ؟  وقد وصلنا في بحث الآية الى أن استخدام المقص في خريطة العالم يثبت بما لا يدع مجالاً للشك صدقَ الآيات القرآنية ، وما على المشكك إلا أن يقوم بهذه التجربة بنفسه .
   ويحضرني هنا قول الله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ) 96 آل عمران . وهذا يعني أن الله تعالى قد وضع – مع خلق الأرض – الأساس الذي بنيت عليه الكعبة في مكة على يد الإنسان بعد ذلك ، وأن هذا الأساس قد وضع في منتصف اليابسة تماماً قبل أن تنتقل القارات من أماكنها ويتباعد بعضها عن بعض ربما بسبب حركة دوران الكرة الأرضية حول نفسها من الغرب الى الشرق ، لأننا نلاحظ أن التباعد بين القارات كان أفقياً .
   وختاماً لهذه الجزئية من البحث فإنني أدعو كل باحث محايد أن يقوم بتجربة المقص مع خريطة العالم ليتأكد بنفسه من صدق ما أقول .
بطاقة دعوة
   من ملك الملوك ومالك جميع المدن والقرى الى جميع رعاياه الساكنين فيها من أقصى شمالها الى أقصى جنوبها ومن أقصى شرقها الى أقصى غربها ، كبيرهم وصغيرهم ، غنيهم وفقيرهم ، الذكر منهم والأنثى ، هذه دعوة لكم جميعاً دون استثناء ، يدعوكم من خلالها جلالة الملك الأعظم لحضور المأدبة التي يقيمها لكم في قصره حيث ستنالون فيها العطايا الجزيلة والهدايا الثمينة ، ويحملها إليكم رجل منكم يثق جلالة الملك الأعظم بصدقه وأمانته في توصيلها الى كل واحد منكم ، ويحذر الملك كل من يرفض هذه الدعوة بعقوبة السجن والحرمان ، ولكي تقام عليكم الحجة في صدق هذه الدعوة فإن الملك يطلب منكم أن تتدبروا بطاقة الدعوة والملحقات المرفقة بها ، لأنها تحمل في طياتها البرهان على صدورها من بلاط الملك .

  هذه بطاقة دعوة قام بتوزيعها على جميع أهل القرية والقرى والمدن المجاورة رجل من أهل القرية معروف عند أهلها بصدقه وأمانته ، ويقر له جميع أهل القرية بأنه لم تجرب عليه في حياته كلها كذبة واحدة ، حتى أنه إذا مازح أحداً منهم فإنه يتحرى الصدق في المزاح أيضاً ، حتى لقبوه بالأمين .
   وحين تلقى الناس بطاقة الدعوة هذه انقسموا الى قسمين : قسم رفضها ، وقسم قبلها   ، فأما الرافضون لها فاختلفت أسباب رفضهم وكانوا في مجملهم كما يلي :
1-  قوم منعهم التنافس العائلي بين عائلاتهم وعائلة الرجل الأمين ، حيث قالوا إنه لو كان ينتمي الى عائلاتهم لما تأخروا في قبول الدعوة . أما وأنه من عائلة منافسة لنا في الشرف فإن تصديقنا له سيقوي عائلته على حساب عائلاتنا .
2-  قوم من  الأغنياء وأصحاب السلطة منعتهم كبرياؤهم من أن ينزلوا الى مستوى الفقراء والضعفاء والعبيد لأن الملك سيجمعهم معاً في مأدبة واحدة ، حيث فالوا إن هذا الأمر سيلغي تميزهم عن سائر الناس .
3-  قوم أخذتهم العصبية فظنوا أن في قبولهم لدعوة الملك خيانة لآبائهم وأجدادهم الذين لم يعرفوا الملك ولم تصلهم منه دعوة مماثلة .
4-  قوم غلبهم الحسد والغيرة فقالوا إن الملك هو ملكهم وحدهم وهم رعاياه الخالصين من دون الناس ، فكان أجدر بالملك أن يبعث ببطاقة الدعوة مع رجل منهم يشاركهم نسبهم ، لا مع رجل آخر من عامة الناس .
5-  قوم قالوا إن الملك سبق وأن أرسل لهم ابنه الأمير ببطاقة دعوة وقد صدقوه وأرادوا الذهاب معه لولا أن أعداءه قد قتلوه قبل المأدبة ، وقد قال بعضهم فيما بعد إن الأمير لم يكن ابن الملك بل هو الملك نفسه جاءهم وهو يلبس لباس ابنه الأمير ، فكيف يلبون الآن دعوة أرسلها الملك مع رجل من عامة الناس ؟
6-   أقوام آخرون كثير اختلفت ردودهم وتباينت ولكنها اتفقت على رفض الدعوة .
وأما الذين قبلوا الدعوة فاتفقت أسباب قبولهم وكانوا في مجملهم كما يلي :
1-   قوم كانوا يعلمون بصدق الرجل الذي جاءهم بالدعوة ، ويثقون في أخلاقه الكريمة فوافقوا من فورهم .
2-   قوم هز خطاب الدعوة الفصيح وجدانهم ، فأدركوا أن هذا الخطاب العظيم لا يصدر فعلاً إلا من ملك .
3-   قوم فقراء ومستضعفون رأوا في هذه الدعوة رفعة لشأنهم وتكريماً .
4-  قوم ممن سبق أن تلقوا دعوة مماثلة من الملك ، وجدوا في دعوتهم السابقة ذكراً للرجل الذي سيأتي بالدعوة اللاحقة بل ووصفاً دقيقاً له .
5-   أقوام آخرون تنوعت أسبابهم .

   وفي الميعاد المحدد في الدعوة ذهب المدعوون الى قصر الملك فرحب بهم وأقام لهم مأدبة عظيمة ، ووزع عليهم العطايا الجزيلة والهدايا النفيسة والقصور المنيفة ، وأما الذين لم يلبوا الدعوة ففوجئوا بجنود من جنود الملك ينتزعونهم  من بيوتهم وحقولهم ومصانعهم ويقتادونهم الى الملك الذي أمر بمعاقبتهم وإلقائهم في سجن رهيب .
   وظلت الدعوة مفتوحة ومتداولة جيلاً بعد جيل ، وكانت الأجيال مختلفة في تلقيها للدعوة بين مؤمن بما فيها ومنكر لصلتها بالملك بل ومنكر للملك نفسه ، وكان سبب إنكار السواد الأعظم للمنكرين هو انشغالهم بأحوال معاشهم في النهار  وانغماسهم في ملذاتهم في الليل ، فلم يجدوا وقتاً يخصصونه لإعادة التفكير في أمر هذه الدعوة . ولكن نفراًً من العلماء قرروا أن يستخدموا علومهم المختلفة في إعادة دراسة بطاقة الدعوة هذه وما في طياتها من ملحقات لعلهم يجدون في علومهم ما يؤيد صدقها أو ما يثبت زيفها ، بخاصة وأنهم بعد تقدمهم العلمي الكبير في شتى المجالات أصبحوا أقدر من آبائهم وأجدادهم على الحكم الصحيح على مصدر هذه البطاقة . وقالوا : إذا كانت المخابرات المركزية الأمريكية تسخر علومها في مجال ذبذبات الصوت للحكم على خطاب منسوب الى ابن لادن ، فتستطيع تمييز الصوت بدرجة عالية من الدقة فتتأكد أن صاحب الصوت هو أسامة بن لادن فعلاً ، أفلا نستطيع نحن العلماء أن نسخر كل طاقاتنا العلمية والعقلية للبحث في صحة مصدر هذه البطاقة التي هي أهم وأعظم من أي خطاب لأي إنسان ؟ لأنها تدعي أنها خطاب من رب أسامة بن لادن ورب أمريكا ورب العالمين ، ولأن ما فيها من إنذار لمنكريها أهم وأقوى وأعظم وأشد عاقبة من إنذار ابن لادن للغرب .
   لا أظن أن هذه القصة الرمزية في حاجة لتفصيلها للقارئ ، ولكنني أود أن أقول إن الشيء الوحيد – في عصرنا هذا – الذي يربط الأرض بالسماء هو ما بين أيدينا من آيات القرآن الكريم ، فهي الحبل الوحيد الممتد من السماء الى الأرض ، أو على الأقل فإن القرآن ( يزعم بذلك ) ، و ( يزعم ) أيضاً أن ما سبقه من الكتب الموجودة بين أيدينا ( التوراة والإنجيل ) إنما تم تحريفها على أيدي البشر ، وهو ( يزعم ) كذلك أن كثيراً من الحقائق التي وردت في الكتب السابقة قد تم قلبها الى نقيضها فيقول مثلاً إن المسيح بن مريم عليه السلام مخلوق مثله كمثل آدم ، فلا هو ابن الله ولا هو أقنومه الثاني ، وأن المسيح قد رفع الى السماء وليس هو من علق على الصليب ، وأنه كان رسولاً الى بني إسرائيل فقط وليس الى العالم كافة ، وأنه تكلم مع الناس منذ اللحظات الأولى لولادته ،  وأن إسماعيل هو الذبيح وليس إسحق … الخ . 

   والحق أن العرب الذين نزل فيهم القرآن الكريم لم يكونوا يعلمون من ذلك شيئاً ، ولم يكن ذلك يعنيهم في شيء ، بل كانوا يعبدون الأوثان ويظنون أنها ستقربهم الى الله ، ولكن من آمن منهم برسالة محمد وبالقرآن اعتنق كل ما ورد في القرآن من أفكار لأنه آمن أن القرآن هو كلام الله  ، وظل هذا الاعتناق قوياً في العقول والقلوب جيلاً بعد جيل ، بل وزاد من هذا الاعتقاد قوة وثقة أن كثيراً من اليهود والنصارى أنفسهم قد آمنوا بما جاء في القرآن وأصبحوا مسلمين بملء إرادتهم الحرة ، ذلك أن إيمان العرب الوثنيين لم يكن صعباً على نفوسهم لأن قلوبهم كانت فارغة من أي إيمان سابق وعقولهم كانت خلواً من أية قناعات سابقة فكان يكفي أحدهم أن يتأثر بآية من القرآن أو بسلوك حسن من الرسول والمؤمنين معه لينضم إليهم فوراً ، أما اليهود والنصارى فكان في قلوبهم إيمان يختلف نوعاً ما عن مطلوب الإيمان في القرآن ، وفي عقولهم قناعات مختلفة كذلك ، فكان إيمانهم بالقرآن يتطلب جهداً أكبر لأنه في حاجة الى نزع المفاهيم السابقة أولاً قبل إدخال المفاهيم الجديدة في عقولهم وقلوبهم ، ولذلك كان إيمانهم برسالة محمد شهادة أكبر من شهادة الوثنيين من العرب على صدق رسالة محمد .
   أما اليوم وفي عصرنا هذا فإن الإسلام يواجه مشكلة كبيرة جداً تعود بالتشويش على صورته النقية السابقة ، وتصد عنه كل من حاول أن يقترب منه أو حاول أن يدرس مبادئه دراسة محايدة . ألا وهي الأخلاق . ففي الوقت الذي ضرب فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله أروع الأمثلة الإنسانية في أخلاقه الكريمة العظيمة ، بل وكانت أخلاقه هذه سبباً في دخول أصحاب الأديان الأخرى الى الإسلام في مئات الحالات ، وفي الوقت الذي يقول فيه القرآن ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون ) 90 النحل ويقول فيه الرسول عليه وآله الصلاة والسلام ( إنما بـُعِثتُ لأتمم مكارم الأخلاق )  نجد كثيراً من المسلمين اليوم أبعد ما يكونون عن أخلاق الإسلام  . وما ذلك إلا لجهلهم بحقيقة رسالة الإسلام الى الناس كافة ، فأصابهم من غرور القرب من الله ما أصاب اليهود قبلهم من اعتقاد بأنهم أبناء الله وأحباؤه من دون الناس وأن الله هو لهم وحدهم فقط ، وهذا الإحساس يؤثر في السلوك تأثيراً كبيراً فيجعل أصحاب الأديان الأخرى ينفرون من الإسلام خوفاً واشمئزازاً ممن يدعوهم الى دينه بصلف وتكبر وعنف ، أو ممن يسخر من معتقداتهم بكلمات قاسية ونابية ، مع أن القرآن الكريم يقول في شأن الدعوة ( قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) 64 آل عمران . ويقول كذلك (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ) 125 النحل ، ويقول كذلك في شأن علاقة المسلمين بأتباع أي دين آخر (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ) 8 الممتحنة . فهل هناك أوضح من ذلك ؟ لكن بعض المسلمين يريدون أن يكونوا مسلمين أكثر من رسول الله  نفسه عليه وآله الصلاة والسلام ،  فيسلكون في شأن الدعوة طرقاً خاطئة ، وفي شأن علاقاتهم بالآخرين كذلك ، وقد لامني بعض إخواني المسلمين على قيامي بتهنئة بعض الإخوة المسيحيين بأعيادهم ! وحاجّوني في ذلك فسألتهم : ماذا يكون ردكم لو أن بعض المسيحيين استأذنوكم أن يصلوا في مسجدكم ؟ فأجابوني بأنهم لا يسمحون بذلك أبداً . فقلت لهم : ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله سمح لنصارى نجران حين استأذنوه أن يصلوا في مسجده بالمدينة !!
21-9-2010



الرابط : دراسات  
http://arabvoice.com/21643/



No comments:

Post a Comment