الضالين
والمغضوب عليهم في القرآن
حسين
الرفيعي في الخميس 13 ديسمبر 2007
بسم الله
الرحمن الرحيم
وجدت في
الكثير من تفاسير السنة والشيعة وكأنهم والحمد لله متفقين أن المغضوب عليهم
والضالين في سورة الفاتحة هم المسيحيين( المغضوب عليهم ) واليهود ( الضالين ) ففي
يوم من الأيام كان احد الإخوان يقوم بتفسير سورة الفاتحة متباهيا في نهاية السورة
أن المغضوب عليهم والضالين هم اليهود والنصارى أكيد لأنهم لم يتبعوا دين
الإسلام (السنة
والشيعة) حينها علقت بهدوء تام وكان تعليقي هو الأول والوحيد إذ قلت له أنت غلطان
جدا جدا فكانت ردت فعله هي أن تفاجأ جدا وقال مؤكدا لي ومبشرا :- ( الدليل هو إن
السنة والشيعة متفقين على هذا التفسير فقلت له من قال لك إني امثل احد الطرفين(السنة
والشيعة ) فتركني لحالي وانا متأكد انه قال في سره( اااااااه مجنون آخر أتى لي
بمذهب جديد) كأن الدين الإسلامي من يمثله هو الشيعة والسنة فقط وهم فقط من اجتهد
وفكر !!!!!!
المهم أن
هذا الموقف استفزني ودفعني أن اعرف من هم المغضوب عليهم والضالين في القرءان
الكريم ومن كلمات الله تعالى فوجدت بفضل الله:
*أن
المكذبين بالرسالة الربانية التي بعثها على يد الأنبياء هم ضالين فوعدهم الله بنزل
من حميم قال تعالى
( وَأَمَّا
إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ () فنزل من حميم )
*أن
الإنسان الذي ليس على بينة من ربه وهداية ورضا فهو ضال وان الضلالة هي في الظن
بوجود قوة مؤثرة وقادرة ومتمكنة غير الله تعالى والتوجس منها والطلب منها فمثلا
كالقمر أو الشمس أو الشيطان .
قال تعالى
(فَلَمَّا
رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ
يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ )
*الكفر من
بعد الإيمان هو ضلالة ومعناه الشك والظن بالرسالة من بعد اليقين قال تعالى:
(أَمْ
تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن
يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ )
إن الله
تعالى يأمر النبي محمد عليه السلام بتلاوة القرءان فقط على الناس فليس عليه أن
يهديهم إن هو إلا نذير مثل باقي المنذرين قبله
(وَأَنْ
أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ
فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ )
*الضال هو
من يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فليس هنالك تحديد إن كان مسيحي
أو يهودي أو مسلم فهناك من النصارى واليهود من هم يؤمنون بالله وكتبه ورسله
وملائكته واليوم الآخر كذلك يؤمنون برسالة محمد و بالقرءان قال تعالى:
(يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي
نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ
بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلاَلاً بَعِيدًا )
(وَلَقَدْ
أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ
نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ
وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ
اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ
بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ )
*الضال هو
من يشرك بالله تعالى من يعتقد بوجود غير الله قد يفيده إذا طلب منه واستعان به
والاشراك بالله معناه واسع وكبير
قال تعالى
:
(إِنَّ
اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء
وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا )
(*) ليس
بمقدور أي شخص في هذا العالم أن يحدد وبشكل يقيني إن فلان على هداية من ربه أو العكس
لان لا احد يمكنه أن يجزم إن المواصفات التي ذكرها الله تعالى عن الضالين أو
المغضوب عليهم هي تنطبق على فلان إذ أن الله تعالى وحده خبير بعباده وبذنوبهم وهو
من يزكي الأنفس وهو من يملك الهداية ولمن يشاء
قال تعالى
:
(ذَلِكَ
مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن
سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى )
وقال
(ادْعُ
إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
(أَفَحَسِبَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا
أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا()قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا()الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ()أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا )
النص
القرءاني أعلاه من النصوص المهمة التي تبين لمن يريد أن يفهم القرءان من القرءان
أن بعض الناس وللأسف هم كثير يتخذون من عباد الله الصالحين أولياء و أنصار يعتقدون
أنهم سينفعونهم يوم القيامة عند الوقوف أمام الله تعالى (إن الشفاعة لله جميا) وان
الخاسرين الحقيقيين هم اؤلئك الذين يعتقدون أنهم على حق وان سلوكهم في العبادة
صحيح وهو خطأ وخطأ كبير إن عباد الله لا يحتاجون لوسيط ليغفر لهم الله تعالى كما
سائد في الحياة الدنيا إذ أن كثير من أمور الدنيا تسير بالواسطة ، مشكلة البشر
أنهم يقيسون بمقياس دنيوي كل شيء لا يدركون أن العالم العلوي تختلف مقاييسه عن
العالم السفلي وأن الله تعالى هو المتصرف والحاكم والمالك الوحيد في يوم القيامة (
مالك يوم الدين) ولا أحد له أن يتصرف قيد أنملة في ذاك اليوم
وأن عباد
الله سيتبرءون مِن مَن اتخذهم أنصار وأولياء من دون الله قال تعالى (إِذْ
تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ
الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ )
* الضال
هو من يخالف أمر الله الواضح على يد الرسول ويعصيه ويتخذ أمر آخر بعيد عن ما قضاه
الله قال تعالى
(وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا )
* الضال
هو من رأى عمله السيئ حسن
(أَفَمَن
زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء
وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
هنا يقول
الله تعالى لرسوله لا تتعب نفسك في هاديتهم إنهم يسيؤن لك ويعتقدون أنهم يعملون
حسنا لأنهم ضالين لكن الله يعلم بما يصنعون
*إن هدى
الله هو الهدى
(قَالَ
اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم
مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى )
(لَقَدْ
مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ )
*الضال هو
من يفضل الحياة الدنيا على الآخرة ولا يريد الذهاب إلى طريق الحق ويصد كل من يذهب
إليه أو من يشجعه للذهاب إليه وراضي بهذا العوج ويشجع عليه
(الَّذِينَ
يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ
اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ)
* الضال
هو من يحمل قلب قاسي لايذكر الله أبدا ولا يفكر فيه ولا يتدبر في خلق الله
(أَفَمَن
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ
لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
والمغضوب
عليهم
هو من
يتخذ مع الله اله غيره
(إِنَّ
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ
فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ )
وهو
(مَن
كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ
مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ
غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
و
(وَالَّذِينَ
يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ
عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )
هذا ما
تيسر لي من فهم لمعنى المغضوب عليهم والضالين
وشكرا
والحمد
لله رب العالمين
No comments:
Post a Comment